عامان..
لم تلتقط كمرتي لوجهك صورة ..عامان, لم افتح حقيبة يدك باحث عن هاتفك الخلوي,لكي أداريه عن نظرك حتى استمتع بالنظر إليك وأنت تبحثين عنه. عامان, والبراعم الأربعة تسألني عنك
أين هي ؟
فأطر أن اكذب وأقول :
ذهبت الى السوق..
ذهبت الى المتجر..
ذهبت للبيت الأخر..
حقا ذهبت للبيت الأخر..
يجلسون على السلم , وأحيانا يطلون من الشرفة لشارع , ينتظرون عودتك من المتجر,
لتأتي بالحلوى ,فلم تأتي , ولن تأتي, فغدا سيعرفون أنك لن تأتي,بل هم سيلحقون بك.
يسألوني...
لماذا لم يكن لنا كباقي البراعم شجرة ؟
فاهرب من الإجابة بصوتي العالي, بتلك الجملة التي كرهتها وكرهتهم معي بها
( كل واحد فيكم يروح يذاكر دروسه)
فلم اعد استحمل تكرار الأسئلة , فاذهب لغرفتك المطلة على البحر , واعبث في الذاكرة..
في أشيائك..
في صورك..
في كتبك..
في أقلامك وأوراقك..
اطل من الشرفة ,أنظر الى البحر,الي شجرة النخل , فكل الأشياء بعدك تبدلت حتى أنا لم اعد أنا .
أتصرف كطفل, اكسر أشيائي باستمرار , واسعد بذلك وكلما كسرت شيء ثمين اسعد أكثر , حتى لم يعد يركب معي احد , لأنني أدمنت تكسير أعمدة الإنارة بالسيارة,وأصبحت اكره يوم السبت , يوم رحيلك , ولذلك تعمدت أن اصنع مصيبة في هذا اليوم من كل أسبوع , أخرج من الغرفة , اشعر بصداع وبكثرة الدموع أطر أن اخرج, وأغلق الباب خلفي, وأنا اردد القسم العظيم( لن يدخل تلك الأماكن بعدك احد) يراودني الشوق أن اصنع في فنجانك قهوة وأنا أسبح في تلك الذكري ..
ذكرى ما قبل يوم السبت 2/مايو /2009